الحركة الثقافية الأمازيغية و تأخّر الحصاد الميداني
أين الخلل ...؟؟
بقلم بلقاسم إدير
إنّ عدم تحديد شبكات الهياكل المشتغلة داخل اطار الحركة الثقافية الأمازيغية وعدم وضوح طبيعة عملها وتحديد آلياته التنفيذية وتشعّب اهتمامات مناضليها الذي يمكن وصفها أحيانا بالمزاجية إضافة إلى عدم وجود زعامة ومركز دعم لوجيستي فكري وتنظيمي مبني على استراتيجية محدّدة المعالم يجعل الحركة الثقافية الأمازيغية رهينة الدّوران في الفراغ بل ويعرض أيضا مكتسباتها وأرقامها النضالية في الميدان إلى تلف تاريخي محسوم فيه . فبالرغم من أنّ كلّ العوامل الجيوتاريخية كانت دائما تلعب لصالح الحركة من حيث قاعدتها الشعبية العريضة الّتي قد توصف بأنها سياديّة تفوق كثافة كلّ القواعد البشرية لكلّ حركات الإحتجاج الدّاخلي بما فيها الحركات الشّعبية المأجورة ، إلاّ أنّ عدم وضوح الرّؤية حتى لدى قيادة الحركة حول من أين نبدأ ؟ وإلى أين نسير ؟ وكيف ؟ ومتى ؟ تجعلُ النّضال داخل الحركة مرهونا للمجهول .. هنا لا ننتقص من جهود القيادات الجمعوية الغيورة على ضرورة سير الحركة في الإتجاه الصّحيح إلا أنّ النيّة لا تكفي في مثل هكذا اشتغال ,, ولا ننسى أيضا أنّ الحركة الثقافية الأمازيغية تشتغل منذ عقود بصفر دعم رسمي وحتى شعبي أيضا إلاّ من مساهمات أعضائها الّتي لا تفي بالغرض .. وهناك أيضا تحدّيات كبيرة لا تعيشها إلاّ الحركة الأمازيغية لوحدها فظاهرة اللاوعي والتمرّس الذي ينتشر على نطاق واسع في مختلف القواعد البشرية وعدم إدراك هذه الأخيرة لطبيعة العمل النضالي الحركي إضافة إلى التلقائية والإرتجالية الذي يتّسم بها المناضل الأمازيغي يجعلان الحركة جسدا برأس ذكيّ لكن بأعضاء غبيّة وساذجة ومعاقة أحيانا إذا جاز لنا أن نعبّر بهكذا وصف .. الحركة الأمازيغية لن تكون شاذة عن كلّ الحركات ذات سقف مطلبي ثقافي اجتماعي وسياسي أحيانا كالحركة اليسارية والحركات اللّيبرالية العولميّة وحتّى الحركات الإسلاماوية النّاشئة مثلا بمختلف مسمّياتها الّتي تختار قواعدها الشّعبية من ذوي قدر معقول من الوعي الذاتي وإلمامي مقبول بكيفية سير الحركة وآليات وطرق اشتغالها .. في حين نجد الحركة الأمازيغية تعتمد التعاطف المبدئي الّذي تتّخذه مبتدأ ومنتهى في أسوإ الأحوال ما يجعلها تمثيلا هرميّا يخرج على قواعد الديمقراطية للحركة الأمازيغيّة الّتي تتبنّاه مبدئيّا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق