الحركة الثقافية الأمازيغية و تأخّر الحصاد الميداني ..
أين الخلل ...؟؟
بقلم : بلقاسم إدير
إن الحركة الأمازيغيّة في طريقها لتمثّل رؤاها المستقبلية وتحقيق طموحها في عودة الإنسان الأمازيغي بكلّ قوّة إلى مجده الأوّلي في تدبير شؤونه بنفسه مضطرّة لبحث طرق كفيلة لجلب التعاطف المعنوي من الأمازيغ أنفسهم قبل غيرهم ، فالحركات النّاشئة والتي تتأسّس على برنامج تغييري تنموي تبحث أوّلا عن الدّعم بمختلف تجلّياته بغية البقاء في حلبة الصّراع مع الحركات الّتي تنافسها في الرّؤى ، في الوسائل ، في تدبير النّتائج .. ومن هذه الطّرق عدم اختراق المراحل وضبط النّفس واجتناب التطاحن مع السّلطة و حتى مع الحركات المناوئة . وعليها أن لا تقدّم برنامجها الإصلاحي في هذه المرحلة بالذّات كبرنامج بديل بل كبرنامج تكميلي تنموي واتباع مرونة قصوى في التّعامل مع الأحداث المستفزّة لها والتي تضايق مشروعها.. وعليها أيضا أن تدرك أنّ بناء ما تمّ تدميره ومازال منذ قرون خلت لا يمكن إعادة بنائه في ظرف عقود من الزّمن .. ولا يضرّ في المرحلة الإنتقالية إعتماد الهرمية وانتقاء عناصر القيادة الكفأة وتجاهل بعض المتعاطفين حتى ولو كانوا أمازيغ من النخبة المثقفة ، تجاهلهم ضروري لاستمرار الحركة تصاعديا .. وخاصّة أصحاب الطّرح السّياسي المتعجّل لأنّ الحركة لم تنضج بعد سياسيا بما فيه الكفاية. هؤلاء أكثر خطورة من المناوئين أنفسهم .. إنّ الحركة الثّقافية الأمازيغية مازالت تخوض حربها في ميدان الموروث الثقافي واللّغة وإعادة معالم الحياة الأمازيغية وتصحيح التّاريخ وصقل الوعي وحفظ ما يمكن حفظه مما تبقى من الهويّة الّتي يتهدّدها الإندثار والتّفتت .. هذه الجبهة ليست سهلة وليست ثانوية لكنّها تحدّي المرحلة الكبير .. والخطورة أيضا تأتي من إسقاط بعض تجارب الحركات التغييرية الخارجية على برنامج ال ح . ث . م مثل حركة الكورد والكطلان .. وغيرها .. هناك وجوه مشتركة لكنّها مختلفة في الجوهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق