الخميس، 5 سبتمبر 2019

نحو إعادة تشكيل العقل الأمازيغي



بقلم : بلقاسم إدير


لإعادة تشكيل العقل الأمازيغي يتطلب الأمر تظافر عدة شروط أهمها


1- الوعي ...


يشكل الوعي بالعالم وتمثلاته الثقافية والسياسية والإقتصادية وإدراك ابعاد تضاريسه المعرفية المختلفة والمشكلة لخريطته الهوياتية المتباينة .. يشكل هذا مدخلا أساسيا لتكوين صورة الامازيغي عن الواقع والتي تعتبر الاساس لفهم تعقيدات الماضي والحاضر والمستقبل المعرفية لتكوين العقل الخام الامازيغي قبل تعبئته لاحقا بضرورات التاريخ والجغرافيا والقيم التراثية الغائرة في أعماق التربة والأرض الأمازيغيتين ....


2- العلم ..


إن اي حركة أمازيغية تتبنى التغيير نحو أفق امازيغي صرف يستنشق فيه ويتنفس فيه الأمازيغي الهواء الخالص المنبعث من أعمق أراضيه الاصلية والأصيلة...عليها أن تدرك أن الاعتماد على تربية النشىء ضمن منظومة مجترة من أساليب الحركات الاسلامية ستبوء بالفشل والسبب واضح أن الاخيرة مرتبطة بمقدس مكتوب تهيمن عليه الإحتمالات والاساطير بينما الحركة الأمازيغية منفتحة على تجارب الامم التي تعتمد التصور العقلي المجرد في تفسيرها للكون الموضوعي والكون المعرفي ومنه المكتسبات الصرفة للانسان الحر المستقل عن الالهة وعن التنبؤات التي لا تحتمل الصدق ولا الكذب ... تكوين نخبة عالمة ترتقي إلى مستوى الأنسان الكوني الفاعل والذي يستطبع ان يفعل الفرق في واقع تخصصه ... الامازيغي العالم بضرورات عصره والذي يستطيع اختراق تحدياته ...


3- الحرية ..


إن وعي الامازيغي بتفاصيل وجوده وضرورة تصرفه كإنسان متعقل وهو يزاول أدق تفاصيل حياته كل ذلك مرتبط بإحساسه وشعوره بأنه مرغم بالضرورة على ان يتمثل الحرية في أدق تجلياتها ... والحرية ليست قناعا ولكنها تمثلات في مستوى الاعتقاد والادراك ثم تصريفها كوقود يحرك السلوك نحو انعتاق شامل من كل تصورات الاولين عن الكون عن العلم عن الدين عن الإنسان بشكل عام .. في النخبة الأمازيغية التي نحلم بها ان تقود الامازيغ نحو التحرر عليهم اولا ان يدركوا ان الحرية ليست شعارات مثالية ولكنها سلوك واخلاق مستمدة من طبيعة.الاتسان الكوني وليست مكتسبا ..من وصايا المقدس ولا من وحي الآلهة ...


4- الإستقلالية ...


اعني بالاستقلالية على النخبة المكلفة بإعداد الإنسان الامازيغي ان تكون متحررة من أي التزام يجعلها متبعة لجهة مهما تكون ايديولوجيتها ... لا نناصر أحدا ولا نعادي أحدا إلا من منطلق ايماننا بالقيم الكونية ...الامازيغ ليسوا احدا في العالم هم من العالم لغتهم تقاليدهم ارضهم سلوكهم المعيشي كل شيء من هذا عليهم ان يكونوا متميزين ايجابا على العالمين ..وعليهم أن يقتنعوا أنهم يملكون مقومات هذا التميز ..ودون ان نتعالى على أحد او نتكبر ..لكن في الجانب الآخر إذا كانت مصلحتنا في الاشتراك في أي لعبة سياسية او اقتصادية او نكون طرفا فيها يمكننا من ربح نقط ما لصالح شعوبنا ..فلا حاجة لنا أن نسمع من أحد نصائح او حتى ان نستشير أحدا .. متشبثين بالقول ..إذا كان التحالف مع الشيطان يخدم قضايانا فسنتحالف معه ...!!


5- المرونة والديبلوماسية ..


الديبلوماسية كمرادف للتناظر العقلاني والتحاور الهادئ المبني على المنطق من أولويات طالب الحق الذي يناضل من أجل قضية عادلة . وهي ايضا حرب فكرية ونفسية تقتضي آليات معينة من الوعي واكتساب مهارات للاستيعاب والاستقطاب ... بعيدا عن إسالبب الشعارات والقدف والتطاول والاستعلاء ..وفي ظل الأساليب الجديدة المبتكرة في عالم اليوم على المناضل الثوري الامازيغي ان يكون على دراية واسعة بهذه الاساليب الجديدة حتى يتمكن من إيجاد موطء قدم لقضيته ضمن قضايا حق عودة الارض الى اهلها الاصليين وحق العيش ضمن كرامة تحددها قيمهم وثقافتهم وعاداتهم المستمدة من التاريخ والارض ...


6- التنوير


عندما أتحدث عن الأمازيغي ليس من زاوية العنصرية المبدئية ولا من تصور أن الامازيغي أفضل من غيره لكن أتصور الأمازيغي ذاك الإنسان الجدير بالإنسانية كغيره من البشر الذين يستطيعون صناعة الفرق في سيرورة العالم ...الامازيغي الشمال الإفريقي الذي لم يسجل عليه التازيخ يوما انه اغتصب حقا من حقوق الآخرين. الأمازيغي الذي لم يسجل التاريخ ضمن حقبة ما أنه احتل بلدا او فكر في التوسع او استعمار بلد ما بل كان دائما مسالما ومقاوما ضمن حدود أراضيه ..الأمازيغي الإنسان الذي يملك كل مقومات انشاء حضارة إنسانية بمقاييس الحضارة الغربية التي قدمت الكثير للبشرية ومازالت .. الأمازيغي قبل أن يلوث تفكيره ومعتقداته بأوساخ الشرق العربي كان مادة خامة لإنشاء حضارة راقية تقدم الإنسان لكن بعد تلقيحه بمضادات التنوير من طرف الغازي العربي ساهم في شكل كبير في تدمير العالم ...تدمير القيم الإنسانية ...فبدأ الامازيغي سنوات بعد دخول العربي عقبة بغزو إسبانيا ومن بعد ذلك جنوب الصحراء بإيعاز من عرب الجزيرة الذين سمموا تفكيره ... فعوض ان يستمر الامازيغي في كسب العلم والثقافة والبناء كما كان قبل الغزو العربي ..بدأ همه هو التوسع وبناء الزوايا والمعابد والسعي وراء الغنائم كما كان يوحي إليه أسياده من العرب المسلمين ..

7- مسايرة الحياة المدنية ..

إن من شروط إعادة تشكيل العقل الأمازيغي العمل على تحريره من منغصات التقدم إلى الأمام وبناء شخصيته القوية ليس بتهذيبه أو تخليقه إنما ترشيده من خلال تلقينه الأساليب الجديدة للحياة.المدنية العصرية بدءا من المظاهر الخارجية فالدروشة والتزيي باللباس القديم ليس جديرا بالأمازيغي العصري كلبس الجلباب واتخاذ الرموز القديمة.والاحتفال الدائم بالانماط القديمة.في العيش ...على الامازيغي الجدير بإظهار هويته هوية حضارية ان يساير المكتسبات الإنسانية في المظاهر أولا عليه الاحتفال بالحياة والتمتع بكل معطى للطبيعة يمجد التقدم للأمام وليدع الثراث للاحتفالات الموسمية ولا أقول التخلص منها ...

هناك 4 تعليقات: