الأربعاء، 30 أكتوبر 2019

رقصة العبيد ,, أحواش اسمكان




رقصة أحواش إﻳﺳْﻣْﮕان
رقصة أحواش ...سوس نموذجا ..

ترجع جذور فن ّرقصة إﻳﺳْﻣْﮝانْ إلى حقب غابرة في التّاريخ المغربي و إﻳﺳْﻣْﮝانْ يقابله في العربية العبيد وتفرّد على إﻳﺳْﻣْﮝ ْ وفي الأطلس الكبير والمتوسّط يقال إيسْمْخانْ ويفرّد على إيسْمْخْ ، وقد أرجع هذه التّسمية إلى لون أصحابها وهم سود البشر حيث أنّ كلمة أﺳْﮝــّانْ حاليا في طاطا تعني السّواد أوالأسود وقد يكون العكس هو الصّحيح وفي الأطلسين يقال أبْخــّانْ للّون الأسود . للإشارة إلى بعض مسمّيات هذا العنصر لتمييزه لونا عن الجنس الأبيض و هذا ليس عنصرية بالمعنى القدحي للكلمة ففي طاطا يسمّى الأسود بِ أسُوقّـِيْ ، وفي مناطق واحات درعة يسمّى الحـْرْطاني وفي الوسط وشمال المغرب يسمّى الدّ ْراوي نسبة إلى واد درعة.. أمّاتاريخيّا وباختصار شديد ، هناك تضارب حول ظروف تواجد العنصر الزّنجي بالمغرب الأقصى وخاصّة في جنوبه ؛ فبعض المؤرّخين ربطه بعوامل الإحتكاك الطبيعي منذ عصور غابرة بين إفريقيا السّوداء وشمالها عبر الأراضي الصّحراوية الشّاسعة والمفتوحة ، عن طريق التّبادل التّجاري ، فاستقرّ بعض الأفارقة في واحات درعة وسفوح جبال الأطلس الشّرقية والجنوبية ، فتناسلوا وتكاثروا حتّى أصبحوا جزءا لا يتجزّأ من ساكنة المغرب . وبعضهم أرجع هذا التّواجد إلى تاريخ قريب وبالضبط أثناء حكم السّعديين للمغرب وخاصة فترة حكم أحمد المنصور الذّهبي ، والّذي اشتهر باستقدامه الآلاف من السّود من السّنغال والسّودان حيث تمتدّ نفود مملكته آنذاك فاستعملهم في الجيش وتثبيت أركان دولته وبعد وفاته تفرّقوا في محيط تواجدهم وارتبطوا بالأرض بشكل من الأشكال . وأياّ كانت المصادر فإنّ الزّنوج في المغرب لهم تاريخ عريق وليس تواجدهم كلّه مرتبط بالإستعباد وإن كان الأمر يبدو للكثيرين كذلك . إلاّ أنّ الكثيرين منهم أو السّواد منهم أمازيغ ذوو ثقافة أمازيغيّة أصيلة . ورقصة إسمكان في طاطا تشبه تماما رقصة أحواش إلاّ أنّ إستثناءات يجب ذكرها هنا ؛ فرقصة إسمكان كانت رقصة خاصّة بأولئك الذّين كانوا عبيدا أومازالوا يروّحون بها عن أنفسهم في لحظة يسمح لهم فيها سادتهم البيض بالتّعبير عن خلجات أنفسهم ؛ وقد استمرّت هذه الرّقصة حتّى العقود الأخيرة من القرن الماضي وحتّى بعد أن أصبحوا أحرارا ؛ لكن الآن ربّما فقدت هذه الرّقصة بعض مظاهرها المتميّزة وهذا أكيد ، ذلك أنّ التّعبير تحت ظروف الإستعباد وطريقة تثقيفه لغويا وشعريا وتجسيده حتّى من خلال الرّقصة قد لا يكون هو نفسه في ظلال الحرّية ؛ وهذا طبعا إذا اعتبرنا أنّ الفنّ هو تجسيد لواقع الفنان الوجداني..فالحلقة في رقصة إﻳﺳْﻣْﮝانْ تتكوّن من منشدين وعازفين غير أنّه خلافا لما في أحواش الدّرست ، ليس لازما أن يوجد شعراء محترفين ، فيترك اختيار قصيدة مغناة من أرشيف الذّاكرة الإﻳﺳْﻣْﮝانيـّة لرجل منهم كبير في السّن وعندما يلقيها منفردا يتلقّف نصف المنشدين شطرا أو شطرين يتناوبها مع النّصف الآخر من الحلقة ؛ وقد يشاركهم الرّقصة النّساء زوجات هؤلاء في زيّهنّ العادي وهو لحاف أسود مع قطعة من كتان أسود يغطّى بها الرّأس دون الوجه مشكّـّلات نصف دائرة على الأرجح أو أقرب إلى ذلك ، ويشاركن في ردّ الإنشاد مع الرّجال ، ويستحبّ إن أمكن ذلك أن لا يشاركهم البيض ؛ وهؤلاء طبعا يقدّرون ذلك ويعلمون أنّه إنّما يدخل في طقوس هذه الرّقصة ليس إلاّ . ويكتفي البيض بأخذ أماكنهم بين الجمهور المتفرّج . وقد إختفى هذا الطّقس وأصبح من الماضي فالجميع يشاركون في رقصة واحدة دون تمييز. أمّا العزف فبالدّفوف وطبلين أوأكثر خلافا لأحواش مع قطعتين حديديّتين تستعمل باليدين لإضافة إيقاع وصوت رقيق إلى إيقاع الطّبول والدّفوف ؛ والرّئيس المنظّم لإيقاع للرّقصة هو من يسيّر العازفين والمنشدين لوحده . وخاصية أخرى تتميّز به هذه الرّقصة عن رقصة أحواش أنّ العزف وما يصاحبه من حركات جسديّة تبدأ كتمايل السّنابل يمنة ويسرة في إيقاع هادئ وجذّاب حتّى نهايته ودون أن يتوّج في مراحل معيّنة بالرّفع من إيقاعه ، يذكّرنا برقصات دول إفريقيا السّوداء. أما الشّعر فله خصوصيّاته كذلك : الأولى أنّه غير مرتجل ويستحب ّفيه ذلك ؛ والثّانية أنّ مضامينه لا تخرج إطلاقا عمّا هو ديني كالأمداح النّبوية والتّوسّلات الصّوفية وذكر بعض الأخلاق النّبيلة لعبيد قدامى ؛ وهذا ما يفسّر حتما قلّة الزّغاريد أو إنعدامها والّتي تطلق عادة في رقصة أحواش من طرف النّساء أو الفتيات الحاضرات ضمن المتفرّجين . ومن أشعار إيسمكان :

أ --- أليلا هايل الله محمّد أرسولي ـــــــــ لاإله إلاّ الله محمّد هو الرّسول
تعاد هذه الازمة مرتين أوأكثر قبل أن تضاف لها شطور أخرى تناسب مضمونها ولا تحيد عنه ...
ب --- أبيدانخ آربّي غ ءونرار الحساب
اللّهم كن بجانبنا يوم الحساب
أوروكان ﮔيس بلا ليلا ها يلو الله
المكان الوحيد الّذي لايقبل فيه إلا :لا إله إلاّ الله ... /

منقول من كتاب : " أوسّان رغانين باهرا - أوسّان نايت أوفرا "
تأليف بلقاسم إدير ... { لم يطبع بعد ..}

السبت، 26 أكتوبر 2019

أساطير أصبحت حقائق



أصل أسطورة" المعراج "

يعتبر المعراج الزرادشتي أول أساطير الصعود إلى السماء المُسجلة في ميثولوجيا الأديان خلال التاريخ الإنساني، لأن الزرادشتية ظهرت سنة 6000 قبل الميلاد، وكانت ديانة إيران الوحيدة لنحو 1000 سنة. صعد النبي زرادشت بجسده إلى السماء بواسطة طائر كبير يشبه إلى حد ما الثور المجنح الاشوري، وتمت الزيارة لموعد مع الاله اهوارا مازدا "إله النور" لكي يعلمه الحكمة ويعطيه الشرائع، ورافق زرادشت من السماء الاولى إلى السماء السابعة ملاك عظيم، واستأذن زرادشت أهورامازدا ليشاهد جهنم فاذن له، وزارها ورأى أهرمن أي إبليس. ووصف زرادشت إله النور بعد هذه الرحلة بأنه الإله الواحد الأحد، الذي لم يلد ولم يولد، وهو الضياء اللامحدود، ومحرك العالم وملك الأشياء، الذي لا يحده مكان أو زمان، ولا تخفى عليه خافية.
بعد زمان طويل من معراج زرادشت أخذت ديانته في بلاد الفرس بالانحطاط، ورغب المجوس في إحيائها في قلوب الناس، فانتخبوا شابا من أهل زرادشت اسمه أرتاويراف وأرسلوا روحه إلى السماء، بعدما وقع على جسده سُبات، وكان الهدف من سفره إلى السماء أن يطَّلع على كل شيء فيها ويأتيهم بما شاهد ليحمي الديانة من الانحطاط، وعرج أرتاويراف إلى السماء بارشاد سروش وهو من رؤساء الملائكة، وجال من طبقة إلى أخرى حتى وصل إلى السابعة، ولما اطلع على كل شيء أمره أهورامزدا الإله الصالح أن يرجع إلى الأرض ويخبر الزرادشتيين بما شاهد، ودُوِّنت هذه الأشياء بحذافيرها وكل ما جرى في أثناء معراجه في كتاب "أرتاويراف نامك"

هناك أيضا أسطورة الملك إيتانا البابلية، التي حفظتها بعض الألواح الأثرية، حسب الموسوعة البريطانية، وتبدأ الاسطورة بأنه لم يكن هناك ملك على الأرض، حتى قررت الآلهة أن تصطفي واحداً، فوقع اختيارها على إيتانا، فحكم شعبه كملك عادل، لكن كان عقم زوجته التي لم تمنحه وريثاً يؤرقه، وأصبح الملك العظيم عجوزا مهدداً بالموت بدون وريث يعتلي العرش من بعده، لكن الاقدار منحت الملك البابلي العادل معراجا وبلغ السماء على ظهر نسر، وهناك انهار شبه فاقد للوعي من أهوال الرحلة، ورغم ما عاناه عاد بجزء من نبتة الولادة من شجرة الحياة في السماء، ورُزق ابن هو الملك "بالح".

الاخنوخان وإيليا

في "العهد القديم"، ذُكرت قصة إيليّا النبي الرجل الصالح الذي عاش محاربا عبادة الأوثان والشرك بالرب، متحملاً في سبيل إيمانه مشقة اقناع العباد المناكفين، ومحاربة الملوك الظالمين، ومحاولات اغتياله المتلاحقة التي نجا منها بمعجزات إلهية. وفي أيامه الأخيرة على الأرض، كان إيليّا برفقة تلميذه وابنه الروحي إليشع في طريقهما إلى الأردن، وحين اعترضهما الماء رفع إيليّا ثوبه وضرب به فانشق الماء وعبرا معاً، وعدما استأنفا السير جاءت مركبة نارية وفرسان، وحملت إيليّا إلى السماء، وبقي رداؤه مع إليشع.
وجاء في سفر التكوين "وسار أخنوخ مع الله، ولم يوجد لأن الله أخذه". وأكدت رسالة إلى العبرانين في "العهد الجديد" هذا الحدث "بالايمان نُقل أخنوخ لكي لا يرى الموت، ولم يوجد لأن الله نقله. إذ قبل نقله شُهد له بأنه قد أرضى الله". وتُفسَّر الرسالة بأن الرب أصعد إليه أخنوخ الصالح ليعيش في السماء، على أن يعود قرب نهاية الزمان ليشهد قدوم المسيح الدجال، ويقاتله جنباً إلى جنب إيليّا حتى يُقتلا ويذوقا الموت.
وورد في سفر من الأسفار غير القانونية ويسمى أيضا "نسخة أخنوخ الأثيوبية" أو "الحبشية" أو أخنوخ الأول، وينسب خطأ إلى أخنوخ المذكور في سفر التكوين، والكتاب عبارة عن مجموعة من الأسفار اليهودية كُتبت باللغة الأرامية على وجه الترجيح، وفُقد الأصل الأرامي لكن وجُدت أجزاء من هذا الكتاب مترجمة لليونانية. ويُرجح أن أخنوخ الاول كُتب بين سنة 163 و80 قبل الميلاد.
وتوجد نسخة سلافية تختلف في محتوياتها عن النسخة السابقة، ويُسمى هذا السفر غير القانوني "أخنوخ الثاني" أو "كتاب أسرار أخنوخ"، وقد كتب هذا السفر اليهودي أولا باللغة اليونانية في مدينة الإسكندرية في النصف الأول من القرن الأول الميلادي، وفُقد الأصل اليوناني أما النسخة الموجودة الآن فهي ترجمة سلافية، وتحتوي على رحلة أخنوخ في السماوات السبع وإعلانات الله لأخنوخ، وكذلك يحتوي على ما يقولون أنه تحذيرات أخنوخ لأبنائه.

هناك في "العهد الجديد" رؤية يوحنا اللاهوتي الذي اختُطف بالروح وزار السماء ورجع برسالات من المسيح لأساقف كنيسته، كما وصف يوحنا مشاهد يوم القيامة وعذابات الناس فيه، والضربات والاهوال التي ستسبقه . 
جاء في الميثولوجيا الإسلامية إن النبي محمد أُسري به من مكة إلى القدس، وبدأت الامور عندما كان نائماً، فأتاه ثلاثة من الملائكة أحدهم جبريل، فشقوا جوفه وغسلوه من الغل والضغينة، ثم ملأوا قلبه إيمانا وحكمة، وبعدها أخذه جبريل إلى البراق، وهو هجين من الحمار والبغل وله ستمائة جناح، ليطير به إلى القدس. ثم عرج محمد من القدس بصحبة جبريل إلى السموات واحدة تلو أخرى، وفي كل سماء كان يلقى نبيا مختلفاً أو أحد الصالحين، حتى بلغ السماء السابعة التي أشار إليها القرآن بسدرة المنتهى، فقابل الله وتحدث إليه كما ورد عند بعض المفسرين، وهناك فُرضت الصلوات الخمس على المسلمين، وعاد محمد إلى مكة على ظهر البراق الذي كان ينقل قدمه من المكان الذي فيه إلى المكان الذي يراه، ما يعني إنه كان يتحرك من مكانه إلى الافق، وهي سرعة تفوق مئات المرات سرعة الصاروخ.

كما ورد في القرآن معراج آخر هو معراج المسيح الذي إختفى عن بصر الذين قبضوا عليه ورفعه الله إلى السماء، وسيأتي ليحكم بالعدل ثم يموت وبعدها مباشرة تقوم القيامة.
تشابهات واختلافات
أبرز التشابهات بين معراج زرادشت ومحمد هو فكرة السموات السبع، وتسمية الله بالواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد، وفرض الصلاة على أتباعهما خمس مرات يومياً بعد المعراج، في مواقيت مرتبطة بحركة الشمس. فالصلوات عند الزرادشتيين هي صلاة عند بزوغ الفجر، وصلاة عند الظهر، وصلاة بعد الظهر، وصلاة عند الغروب، وصلاة الليل، كما فُرض الوضوء قبل الصلاة على اتباع الدينين، فقد كان الزرادشتيون يتوضأون قبل الصلاة وقبل البعثة الاسلامية بحوالي ست آلاف سنة.
معراج المسيح إلى السماء في القرآن يختلف عن الانجيل، فقد مات في الانجيل وصعد إلى السماء بجسد أثيري وعاد منها ليشد أزر تلاميذه ويؤكد لهم على صحة ما تنبأ به ووجود حياة بعد الموت...

أسطورة " حمو أو نمير " 

كما تداولها الامازيغ عبر قرون خلت ورغم اختلاف كيفية سردها من منطقة إلى أخرى الا أنها تلتقي كل الروايات في تيمة المعراج .. في الرواية السوسية جنوب مراكش يحكى أن شابا واسمه حمو كان كلما استيقظ من نومه صباحا وجد يديه مخضبة بالحناء .. فكان يضربه معلمه تشبيها له بالنساء فلم يكن الحناء رمزا للرجولة .. لكن امرأة تحدثت إلى أمه عندما إستمر تخضيب يدي ابنه بالحناء و علمتها حيلة بواسطتها يمكن القبض على الفاعل .. منتصف الليل تظاهر حمو بالنوم .. فكانت نتيجة ذلك القبض على الفاعل. وهي جنية تنزل من السماء .. خدثته الاخيرة عن مدى عشقها له وأنها لا يمكن لها أن تعيش بدونه .. أحب حمو الجنية حبا كبيرا لكنها اشترطت عليه أن يجالسها في مكان بعيد عن الناس ..فبنى الشاب لها قصرا في مكان بعيد عبارة عن سبعة قصور صغيرة ..كل قصر يحيط به الذي قبله وكان قصر الحبيبة في الوسط .. الشاب حمو لم يعد ينام في بيته ... فترصدت أمه اختفاءه كل ليلة .. فحملت فأسا كبيرة وتبعته الى أن وجدت القصر .. تخطت السور الاول ثم الثاني بعد أن هشمت الابواب الى أن وصلت الى القصر السابع. عندما دخلت على حبيبة ابنها وجدت الجنية عى السرير ..لكن الاخيرة كانت محتجبة ..ولم تستطع الام أن تراها .. حمو ماأن وطئت رجلاه الباب الاول حتى أحس بالماء يصعد إلى ساقيه ..ولم يصل الغرفة الاخيرة حتى كاد يغرق ..إنها دموع حبيبته الجنية .. أنبت حمو على عدم احترام ماتم الاتفاق عليه وخداعه لها ..لكن حمو .. اعتذر اليها بشدة من كونه لم يفعل ذلك ..احتضنها ..فافلتت جسدها من بين أحضانه ..حاول مسك يدها ..فخرجت منسلة كالريح من النافذة محلقة في السماء ..مرددة .. إذا أردت رؤيتي مجددا .. فابحث لك عن أسباب الصعود إلي في ملكوتي ..فوق السماء السابعة .... ولحظة انسلالها منه كانت يده تسل خاتمها الذهبي من اصبعها ..ليحتفظ به ...!!
عندما تحدثت عن حبيبة حمو أو نمير " الجنية " كنت أنقل بأمانة ما أسمعه محليا قبل 40 سنة من الآن ... يعني أنقل حكاية يتقاسمها كل أمازيغ المغرب على الأقل وتروى بطرق مختلفة ... هي طبعا أسطورة بكل ما للكلمة من معنى بعيدا كل البعد عن المنطق الواقعي ... أكانت حبيبته ملكا أم من الجن هذا لا يهم في الحكاية ولايهم أيضا الآليات التعبيرية التي شكلتها ..ما يهم فقط هو الاطار الغرائبي والعجائبي الذي يحتويها ...
عندما غادرت حبيبة حمو صاعدة السماء ..غضب الاخير غضبا شديدا ..وهام على وجهه مغادرا أهله قريته ..لشهور ما تعب في قطع مسافات طويلة على صهوة جواده تائها في الغابات و بين الجبال و في الصحاري يبحث عن وسيلة للحاق بحبيبته في السماء السابعة .. كان قد راود معظم الطيور الجارحة في مساعدته لكن لا واحدة استجابت لرغبته تلك .. لكن نسرا ضخما قبل التحدي لكن بشروط .. لأن النسر الضخم عليه أن يقطع مسافات مابين السماوات السبع فقد فرض على " حمو " أن يمده بين سماء وسماء بقطعة لحم وقارورة دم بواسطة هاذين الشرطين فقط سيتمكن حمو من الوصول الى السماء السابعة ومن ثم سيلتقي بحبيبته التي لا يستطيع أن يبقى على قيد الحياة بدونها .. كان على حمو أن يضحي بفرسه فذبحه وقسم لحمه الى سبع قطع كبيرة ..ثم جمع دمه في سبع قارورات أعدها لذلك ..القارورات من القصب الغابوي ... انطلقت رحلة حمو من الارض الى السماء ممتطيا ظهر النسر الكبير الضخم وبين كل سماء وسماء كان حمو يمد النسر بقطعة من اللحم وكمية واحدة من الدم .. إلا انه عند دخول المسافة الفاصلة بين السماء السابعة و سدرة المنتهى سقطت قطعة اللحم المتبقية فما كان من حمو الا ان استل سيفه وقطع من فخذه الكمية اللازمة لإطعام النسر ... الأخير ذاق القطعة فوجدها متميزة فسأل حمو عن السر فرد عليه من أجل حبيبتي سأقطع قلبي وسأطعمك إياه. هكذا إلى أن وصل به النسر الى غابة كثيفة فوق السماء السابعة فودعه وترك حمو وحيدا. ليكمل المشوار ,,

الثلاثاء، 22 أكتوبر 2019

الأمازيغ والكرد أوجه المقارنة






- أولاً: لمحة تاريخية عن الكُرد والامازيغ:

الكُرد من الشعوب الاصيلة التي تسكن غرب آسيا في كل من سوريا، والعراق، وإيران، وتركيا بشكلٍ أساسي، وفي دول الاتحاد السوفيتي سابقاً بشكلٍ ثانوي. ولهم صلة قرابة

مع باقي الشعوب الآسيوية القديمة الأخرى كالكلدانيين، والجورجيين، والأرمن، والفارسيين. والكُرد وجدوا في وطنهم كُردستان منذ الآلاف السنيين، وقد جاء اسمه في الوصايا القديمة، أو العهد القديم (التوراة) تحت تسمية الميديون. وكلمة كُرد تعني البطل أو الشجاع أو القوي حسب أغلب الدراسات التي تابعتها.

والأمازيغ هم مجموعة من الشعوب الاصيلة التي تسكن المنطقة الممتدة من واحة سيوة في مصر شرقاً إلى المحيط الأطلسي غرباً، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالاً إلى الصحراء الكبرى جنوباً. ويمتد وجوده في عمق التاريخ منذ ما يزيد عن 9000 سنة. وكلمة (أمازيغ) تعني الرجل الحر أو النبيل في اللغة الأمازيغية القديمة.

- ثانياً: اللغة الكُرديّة والامازيغية:

تعتبر اللغة الكُرديّة من فصيلة اللغات الهندو- أوربية، وكانت تكتب قبل الإسلام من الشمال إلى اليمين بأبجدية مستقلة، لها شبه بالأبجدية الأشورية والارمنية. وقد تركت هذه الأبجدية بعد الإسلام اكتفاء بالأبجدية العربية التي هي لغة القرآن.

وللغة الكُرديّة أصولها، وقواعدها، ودلالاتها، واشتقاقاتها الخاصة. وهي ليست فرعاً من أية لغة أخرى، فعلى الرغم من القرابة اللغوية بينها وبين الفارسية، إلا أنَّها لغة خاصة حافظت على استقلاليتها. كما دلت جميع الدراسات الصوتية والانتوغرافية والدراسات المقارنة التي قام بها العالمان الألمانيان (روديجر وبوت) عام 1840 حيث أثبتا نتيجة دراسة متواصلة في المقارنة اللغوية بين الكلمات الكُرديّة واللغات الإيرانية على أنَّ الكُرديّة بقواعدها، ومفرداتها، وأصولها، وأصواتها لغة خاصة مستقلة رغم انتمائها إلى اللغات الإيرانية. وأيَّد بعد ذلك المستشرق الروسي (بيتر ليرخ) في أبحاثه القيمة التي نشرها بعنوان (دراسات عن الكُرد) عام 1858 في سان بطرسبرغ- لينينغراد.

وبذلك فأنَّ اللغة الكُرديّة لغة آرية نقية معروفة لها مميزاتها الخاصة وتطوراتها القديمة. وهي تتصف بشخصية متميزة تماماً عن باقي اللغات. ولها لهجات كثيرة نتيجة تطورها عبر الزمن نذكر منها (الكُرمانجية الوسطى، والكورانية، والكُرمانجية الجنوبية، والكُرمانجية الشمالية).

ويكتب الامازيغية بخط يسمى بخط التيفيناغ وهي كتابة غير منقولة عنها بل تنتمي إلى نماذج قديمة جداً. وخط التيفيناغ خط أبجدي قديم وقد قام المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بمعيرته. وهو الخط الذي تبناه النظام التعليمي في المغرب لتعليم الأمازيغية في بعض المدارس الابتدائية. وهي تتفرع إلى تنوعات تختلف قليلا من منطقة إلى أخرى. ولكن مما يجدر ذكره هو أنَّ التنوعات (اللهجات) الامازيغية متحدة فيما بينها بشكل كامل فيما يخص قواعد اللغة والصرف والنحو والاشتقاق. وتنحصر الاختلافات في المعجم (حيث تستعمل مترادفات لها نفس المعنى) وبعض الاختلافات الطفيفة في التنغيم والنطق. ومن المعروف أنَّ عدم تعليم اللغة الامازيغية في المدرسة والجامعة هو الذي يعقد المسالة. ويقدر عدد الناطقين باللغة الامازيغية في العالم حسب المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية 66 مليون نسمة.

أما لهجاتها فكثيرة نذكر منها: القبايلية، والسوسية، والشاوية، والطوارقية، والأطلسية، والنفوسية، القلعاوية، والمزابية، والشناوية، والشلحية، والزناتية، والزوارية، والغدامسية، والسندية، والسيوية، والزناكية.

- ثالثاً: أوجه المقارنة بين الكُرد والامازيغ:

1- يُعترف باللغة الكُردية كلغة رسمية في العراق فقط، بينما لا يُعترف بها في كل من سوريا وتركيا وإيران. وتجدر الإشارة إلى أنَّه في سوريا اقتصر الاعتراف الأخير بتميز القومية الكُرديّة، على حديث صحفي رئاسي غير مضمن في الدستور.

وبالنسبة إلى الامازيغية ففي الجزائر أقرت اللغة الأمازيغية في الدستور كلغة وطنية، وهناك نشرات أخبار ومطبوعات بالأمازيغية. وفي المغرب أنشأ الملك معهداً للثقافة الأمازيغية واعترف بها كجزء من الهوية المغربية وسمح بتدريس اللغة في المرحلة الابتدائية. إلا أنَّ الحركة الأمازيغية اعتبرت الإعلان الملكي غير كاف إذا لم يثبت في الدستور، وطالبت باعتبار الأعراف الأمازيغية مصدراً من مصادر التشريع، ودسترة اللامركزية الإدارية والمساواة بين لغتين رسميتين.

2- بلاد الامازيغ أوسع من بلاد الكُرد، فبلاد الكُرد تمتد من إيران إلى سوريا، وتمتد حدود الامازيغ من مصر حتى المحيط الأطلسي.

3- يتواجد الكُرد في أوربا (كجالية كُرديّة لا يقل تعدادها عن المليونان والنصف). وتتميز هذه الجالية بارتباطها القوي بوطنها (كُردستان) وبتمسكها بهويتها الكُرديّة وتتركز بكثافة في ألمانيا، وهولندا، وفرنسا والسويد، والنرويج، والدنمارك، وبريطانيا، وبلغاريا، وفنلندا، والنمسا، واسبانيا، والبرتغال ...الخ.

بالإضافة إلى ذلك يتواجد الامازيغ في أوروبا الغربية (كجالية أمازيغية مغاربية كبيرة لا يقل تعدادها عن المليونين نسمة). وتتميز هذه الجالية بارتباطها القوي بوطنها ثامازغا (شمال أفريقيا) وبتمسكها بهويتها الأمازيغية وتتركز بكثافة في هولندا، فرنسا، بلجيكا، إسبانيا وألمانيا.

4- الدين الرسمي للكُرد والامازيغ هو الإسلام.

5- مثلما أنجب الشعب الكُردي قائداً شهيراً هو صلاح الدين الأيوبي فاتح القدس، أنجب الشعب الأمازيغي قائداً شهيراً هو طارق بن زياد فاتح الاندلس.

6- الكُرد والامازيغ لهم صفاتهم كثيرة مشتركة كالشجاعة، والعناد، وسرعة الغضب، والصلابة والإخلاص والاستقامة، وعشق للحرية، وناس جبليون مثل بعضهم.

7- يتهم الكُرد والامازيغ بالتطرف والتعصب وأنَّ قضاياهم من صنيعة الاستعمار (الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بالنسبة للأكراد) و (فرنسا بالنسبة للأمازيغ). أي الاتهام بأنَّ طروحاتهم من وحي الغرب ومن أجل تهديد الوحدة العربية.

8- يشترك الكُرد والامازيغ في بعض الأخطاء التاريخية المتعلقة بتقرير مصيرهم، وهو عدم تشكيل كيان ذاتي خاص بكل واحد منهم رغم وجود العديد من المقومات من قوة بشرية، وموقع استراتيجي، وثروات، ومؤهلات، ووجود تاريخي، وامتداد جغرافي، وخصائص حضارية.

9- طريقة وآليات اضطهاد الكُرد الأمازيغ في الدول المتقاسمة لكل منهم تشبه بعضها، ومن جملة هذه الآليات منع أسماء الأعلام والأماكن وسياسة التعريب وطمس المعالم الحضارية والهوياتية ومحو خصوصيات هذين الشعبين وقمعهما والإجهاز وهضم حقوقهما.

10- كلا الشعبين (الكُردي والأمازيغي) لم يرضخوا للأمر الواقع، واقع التجزئة والتشتت، وممارسة سياسات التعريب والتتريك والتفريس بل قاوموا وبكل الوسائل التي اتيحت لهم لاسترداد حقوقهم المهضومة والمحروقة من قبل الانظمة الراعية لهما وخاضوا ولايزالون نضالاً مستميتاً من أجل احقاق الحق وحمل الانظمة الراعية لهم للاعتراف بحقوقهم القومية والسياسية واللغوية والثقافية بالتي تختلف كلياً عن ثقافة وتراث الشعوب الخاضعة لهم كالعرب والفرس والترك.

11- لم تقم الهيئات الدولية وبشكل مباشر في التدخل للحفاظ على حقوق هذين الشعبين وتوفير الحياة الحرة الكريمة لهما.

12- العلم الكُردي معروف اليوم بألوانه الأربعة: الأحمر والأبيض والأخضر وفي الوسط رسم شمس صفراء. ولهذه الألوان معانٍ ودلالات، فالأبيض رمز للسلام، والأحمر تعبير عن الدم والثورة، واللون الأخضر يقصد به بركة أرض كردستان وخصوبة “ميزيوبوتاميا”. والشمس رمز للديانة الزرادشتية التي كان الكُرد يعتنقونها، حيثُ أنَّ للشمس 21 شعاعاً ويعتبر الرقم 21 من الأرقام المقدسة في الديانة الزرادشتية التي يعتبرها البعض الديانة القومية القديمة للكُرد كما أن الرقم 21 يرمز إلى 21 اذار أي يوم عيد نوروز الذي يعتبر العيد القومي للكُرد.

والعلم الامازيغي يتكون من ثلاثة خطوط أفقية وبنفس العرض بثلاثة ألوان: الأزرق والأخضر والأصفر. وفي الوسط رمز الزاي أو أزا بالأمازيغية باللون الأحمر.

وكل لون يرمز إلى عنصر من بلاد تمازغا بلاد الأمازيغ أي شمال أفريقيا: فالأزرق يمثل البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، والأخضر يمثل الطبيعة والجبال الخضراء الشمالية، والأصفر يمثل رمال الصحراء الكبرى. أما رمز الزاي بالأبجدية الأمازيغية تيفيناغ فيمثل الإنسان الحر أي الأمازيغي وهو باللون الأحمر لون الحياة وأيضاً لون المقاومة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تفلأ عن موقع باخرة الكرد : http://www.gemyakurdan.net/gotar-nerin/gotari/item/23448-2014-08-31-09-03-20

لكاتب: جوان فداء الدين حمو

بتاريخ : 2014-09-02 09:49:00



السبت، 19 أكتوبر 2019

محمد أسوس والميتولوجيا الأمازيغية


بقلم: محمد أرجدال
"دراسات في الفكر الميثي الأمازيغي" هو عنوان الكتاب القيم الذي ألفه الأستاذ محمد أسوس حول الميتولوجيا الأمازيغية، والذي نشر سنة 2007 بالرباط ضمن منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ويتألف من 199 صفحة من الحجم المتوسط. والكتاب قيم لتناوله لموضوع شائك وهو موضوع الأساطير أو الميثات الأمازيغية، إذ أنه جمع ما تبقى من نصوص هذه الميثولوجيا الأمازيغية والتي ستكون معرضة للضياع كغيرها من مظاهر الأدب الشفهي الأمازيغي.
فماهو الميث ؟le mythe :
الميث هو رواية لحدث جرى في الزمن ألبدئي، يحكي كيف جاءت حقيقة ما إلى الوجود، لا فرق بين أن تكون هذه الحقيقة كلية كالكون مثلا أو جزئية كأن تكون حيوانا أو نوعا من النبات أو مسلكا يسلكه الإنسان أو مؤسسة... إذن الميث هو دائما سرد لحكاية خلق، تحكي كيف كان إنتاج شيء ما، كيف بدأ وجوده، كيف وصلنا إلى الوضع الحالي في العالم (لماذا ابتعدت السماء عن الأرض، الموت، الشقاء...) كما تبرر الطقوس وتفسر أوجه النشاط الاجتماعي وبدايات هذا النشاط (الغذاء، الزواج، العمل...) وتختلف عن الحكاية التي تكون عبارة عن حوادث عجيبة عن الأبطال في صراعهم مع قوى الشر(الغولات مثلا) دون أن تبرر شيئا أو تفسره ودون أن يعتقد بصحتها. فالميث حين نعرفه نعرف أصول الأشياء.
وقد آتت فكرة الاهتمام بالميتولوجيا الأمازيغية من طرف الأستاذ "محمد أسوس" لأن هذا المجال ظل بكرا ولم ينشغل به الباحثون والدارسون ولم يطله أي اهتمام حتى من طرف المستمزغين الذين اصدر بعضهم أحكاما تبخيسية في حق الأمازيغ تفيد بأنهم لم ينتجوا ميثولوجيا لقصور الخيال لديهم أو لعدم انشغالهم بفهم وتفسير العالم والظواهر من حولهم (h.basset نموذجا). كما أن دراسته لهذه النصوص الميثية تعكس تكشف للدارس عن رؤية المجتمع الأمازيغي للعالم وتشكل الأساس الأنتروبولوجي لمتخيلها، وتقدم له المفاتيح التي تمكن من فك رموزها وأنساقها الثقافية كما تمكنه من كشف ما استغلق أحيانا من الغاز وأمثال...
وقد اعتمد المؤلف أثناء جمعه لنصوص الميثولوجيا هذه على الرواية الشفهية بمناطق مختلفة ببلاد تامزغا وكذا على بيبلوغرافية مهمة من المراجع والتي احتلت ست صفحات من الكتاب، خمسة منها بالفرنسية وواحدة بالعربية وقد تناول الكتاب دراسة العديد من هذه الميثات مثل: ميت تاسليت اونزار وطقوس الاستمطار، وكذلك ميت من القول إلى النجوم أو وحدة المتخيل الأمازيغي، فدراسة ثلاثة ميثات أمازيغية عن أصل الحجر والقرد والدموع ثم تامغرا ووشن والفوضى الكونية وكذا الكسكس والبرنس كرمزين ثقافيين كما تحدث عن الكلام والمرأة في الميثولوجية الأمازيغية وكذا عن الجنسانية الجامحة من خلال ميث تاكمارت إيسمضال كما تناول بعض رموز طقوس الاجتياز من خلال ميث ايخس بواديف، كما أورد ميث عن أصل الثعبان ثم التصور الكوسمولوجي الأمازيغي للكون من خلال النسيج أزطا كما ختم كتابه بدراسة تحليلية عن الوعي بالذات في الفكر الميثي الأمازيغي.
والأستاذ محمد أسوس باحث وشاعر وأديب له العديد من المقالات والإبداعات القصصية والشعرية الأمازيغية بالعديد من الجرائد الوطنية كما اصدر مؤلفات منها معجم أمازيغي عربي فرنسي عن الحيوانات (أماوال نـ ئمودرن) ضمن منشورات مؤسسة تاوالت ومؤلف ixfawn d isassen
ويعتبر كذلك من المناضلين الأمازيغ داخل الحركة الأمازيغية منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي والتي قدم لها الكثير.
ومن أمثلة الميثات الأمازيغية، ميث أصل الثعبان الذي سنورد نصه:
"أنجبت امرأة توأمين، أحدهما لا أيدي ولا أرجل له فحارت الأم في أمره بعد أن األفته في خرقة ثوب وعلقته في سارية البيت،فنصحتها جارتها بأن تسكب أمامه دلوا من الماء وتأمره بأن يسير كالماء، ففعلت فخرج من بالوعة البيت ليسكن منذ ذلك الحين في البناء الحجري المحاط بالبيت حيث صار ثعبانا وعدوا للإنسان

الجمعة، 18 أكتوبر 2019

لوحات من المعيش اليومي للشعب الكوردي





يعيش الكرد في منطقة الجزيرة السّوريّة، إلى جانب  المكوّنات الأخرى منذ مئات السنين، وقد تبادلوا التأثير والتأثُّر بالنسبة إلى أساليب المعيشة والعادات والتقاليد، والفولكلور بأشكاله، مما أظهر أثره في الحياة الاجتماعية في المجتمعين الكردي والمكونات الأخرى، وأساليب تعاملهما مع الأنماط والأفكار الجديدة والوافدة. ومن أبرز مظاهر الحياة الاجتماعية الكردية في الجزيرة السورية:

1الثقافة والآداب:

إنّ للكرد لغة وشعرا وأدبا وفنونا عدّة، ولهم ألعابٌ شعبية متنوّعة، نذكر منها: (السي برك، والنه برك، والشطرنج، والدام) ولعبة (الكوك)، القريبة من لعبة الهوكي الشهيرة، كما ومن الألعاب الشهيرة للرجال (جرا قرمي قلاندي) وللأطفال أيضاً ألعابهم الكثيرة (هوكن موكن)، و(سرومان)، ولعبة تشبه (الغميضة) وتسمى جاف كريتينك، ولعبة (كرويك)، و(غاز قروش)، كما أن لهم أغانٍ خاصة بالأطفال، ولهم باع في فنون الأدب والشعر المروي والمدوّن، وهذا يحتاج إلى فصل بحثي خاص، والجدير بالذكر أن الإسلام قد صبغ الثقافة الكردية إلى حدٍّ ما، وكذلك فنون الشعر والآداب المواعظ.

لقد وُجِد عند الشعراء الكرد الشعر الصوفي الذي لا يزال حيّاً، وعظيم التأثير في الزوايا والتكايا، خصوصاً في التكية النقشبندية في (تل معروف) التي تعدّ المرجع الأعلى للمتصوفة على الطريقة النقشبندية للعرب والكرد، كما تنشر هذه الطريقة على يد علم الفكر الصوفي، الشيخ أحمد الخزنوي وأبنائه من بعده، وشيوخ الديرشوية في (رميلان الشيخ) وتنتشر الطريقة القادرية على يد مشايخ عامودا، ولا ننسى أن نذكر التكية الحسينية والشيخ (محمد الموزان) وأولاده الشيخ عفيف وسليم الحسيني، وهما من سكان عامودا، وللملالي الكرد (المشايخ) دور بارز في ميادين العلم والطرق الصوفية.

2– الأفراح والمنادب:

أ– الأفراح: يتخذ الكرد في أعراسهم وحفلاتهم أساليب خاصة بهم في الدبكات وتنظيم الأعراس والدعوة إليها، وقد تكون في شكل تنظيم العرس قريبة مما هو سائد في عُرف المنطقة، خصوصاً في طريقة التنقل بالسيارات والباصات، وهو أمر حديث، حيث لم يكن معهوداً سابقاً؛ لأن المحتفلين كانوا يتخذون الحيوانات في نقل العروس إذا كانت المسافة بيت قريتين أو مدينتين، وكانت عادة (الهوادج) معهودة، إذ تحمل العروس على فرس في هودج مزركش مزين بالنقوش كما توسطت (الحناتير) بين مرحلة استخدام الأفراس والبغال في نقل العروس، وبين مرحلة الاستعانة بأدوات النقل الحديثة كالسيارات، وقد يقيم بعض الأثرياء حفلة تدوم أسبوعاً تنصب خلالها خيمة واسعة كبيرة، يضربون خلالها الدفوف والمزامير، ويتجمّع الناس من كلِّ مكان في القرى المحيطة، وتقام خلالها الكثير من الولائم، وهو أمر كان يباهي به الأثرياء وزعماء العشائر، ومخاتير القرى والوجهاء في المدن.

أما الدبكات فهي شديدة التنوّع، وكثيرة التفانين، تصل إلى خمسين دبكة، أهمّها: الدبكة التقليدية التي تعتمد حركات بسيطة قوامها عدة هزات في الكتف، تليها خفقة وانحناءة يسيرة، تساير أنغام البزق والغناء المصاحب من فنان يتجوّل بشكل دائري في الحلقة الكبيرة التي يعقدها الراقصون، (الكوفند) وهناك رقصات أخرى مشهورة كرقصة (الحصاد) وهي عريقة، ومعقّدة، تبدأ من الحرث والبذار إلى الحصاد والطحن، ثم الخبز، مصاحباً بأغان وموسيقا وإيقاعات منوّعة، ومن الرقصات المشهورة رقصة (ججاني وشيخاني) وتتميز هذه الرقصات برشاقتها وخفّتها، ولكل رقصة أغنية ولحن.

والأغاني أيضاً متنوّعة، تأخذ أشكالاً عدة، وتتجسّد في أنغام راقصة يتميّز بها المغنون الشعبيون، مثل: (خضركي أومري، وأوسي جيسي، وبافي عادل حزني، وغيرهم) وهي في مجملها أغانٍ عاطفية (أفيني) يغلب عليها طابع الخفّة، وبساطة الفكرة، وسرعة الحركة والسجع الخفيف، والقافية الراقصة.

من هذه الأغاني: جاني، شوفي، كفوكي، غزالامن، ليلي جواني، وبشكل يتسم بالكثير من الإطالة، قد تستغرق ساعات تدور –غالباً– حول الملاحم العاطفية أو الصراعات القبليّة الدامية، وهي نوع عريق يصحب بفواصل من الموال الحزين من ذلك: درويشي عبدي، حمدين وشمدين، والملحمة الشهيرة التراثية (زمبيل فروش) وهي مطوّلة تروى بعدة وجوه، وقد تجد شكلاً أخر من الأغاني الوطنية المتميزة.

ب– الأتراح والمنادب: يسيطر الطابع العام في الأتراح على العادات الكردية، حيث لا تجد عند الكرد والعرب فارقاً كبيراً في نصب الخيام وتقديم القرابين، وإقامة الصلوات ومجالس الفاتحة، وزيارة المقابر في أمسيات الجمع، وتقديم النذر، ومساعدة المعزين ودعمهم مادياً، ويتبادل المعزون عبارات العزاء والاتعاظ، وغالباً ما يتحدث أحد الملالي (المشايخ) مستشهداً بأحاديث وآيات وسير الصالحين، ومواطن التذكير، والتبصر، وفي نهاية التعزية، يدعى المشاركون إلى وليمة ضخمة تقدّم خلالها المناسف الضخمة على شكل (ثريد) أو لحم يوضع على مناسف البرغل الذي يشتهر به الكرد.

والجدير بالذكر أنّ التعاضد والتعاون ضمن نطاق الأسرة أو العشيرة، أمر لا بدّ منه لتوفير النفقات الباهظة لهذه الولائم، وما يصاحبها من ضرورات ومستلزمات، وهو ما يتفق فيه العرب والكرد، نظراً للرابطة الروحية المشتركة التي تشدّهم، كما يجدر ذكره التلاقي الروحي في المنادب لأنها تستمد من نبع واحد، هو المنبع الفكري الجامح، لكونهم يتخذون مواعظهم وحكمهم ومثلهم وعاداتهم في هذا من الإسلام.

3العرس الكردي:

بعد إجراءات الخطبة، ومع اقتراب موعد العرس تختص الليلة التي قبل ليلة الزفاف بالحنّة، حيث تقوم الفتيات من أهل العريس، وبعض المدعوات بالتوجّه إلى بيت العروس سيراً على الأقدام، وهن يردِّدن الأغاني، ومنها الخاصة بـ (الحنّة) وبعد منتصف ساعة من وجودهن في بيت العروس تقوم إحداهنّ بوضع قليل من الحنّة على إصبع العروس، ثم ربطه بقطعة قماشية، ويرجعن بعد ذلك إلى بيت العريس ليتابعن الاحتفال بهذه الليلة إلى منتصف الليل.

وفي اليوم الثاني يبدأ الاستعداد بتحضير الغذاء للمدعوين، وبعد تناول الطعام، يأتي الحلاق في العصر ليزِّين العريس بوجود بعض أصدقاءه الذين يغنّون له الأغاني الخاصة بذلك، ثم يأخذونه إلى الحمام، فيغنون له أغاني خاصة بالحمام، ويعودون مساءاً ليستعدوا للعرس، ولكي يجلبوا العروس من بيت أهلها، ومن العادات أثناء إحضار العروس أن يقف أحد أقربائها (الخال) على الباب فيمنعها من الخروج، حتي يُرضوه بما يطلب من المال أو الهدايا، وعند اقتراب موكب العروس إلى بيت يستعد هذا لاستقبالها، وأثناء دخولها البيت تقوم بكسر جرّة من فخار مليئة بالسكاكر أو النقود أمام قدميها، ثم يمسك بيدها، فيدخلها البيت، ويجلس بجانبها لمدة عشر دقائق تقريباً، يخرج بعد ذلك ليجلس مع أصدقائه من الرجال، ومع المدعوين في مكان خاص بهم، ويستمر الاحتفال والغناء والرقص حتى منتصف الليل، وفي اليوم التالي تكون (الصباحية) حيث يقوم الناس بزيارة العروسين، ويقدِّمون لهم مبلغاً من المال كمساعدة، ويتم ذلك عادة بعد تناول طعام الغذاء.

وللغناء الكردي أشكال عدّة، أهمها:

– غناء المقامات: يغنى هذا النوع في الجلسات الخاصة، حيث يجتمع الناس مساءاً في مضافة المختار، وتتناول هذه المقامات أغاني غرامية على شكل محاورة ما بين شاب وفتاة، أو تتناول أغاني عشائرية قبلية قديمة، وبعضها يأتي على شكل روايات مغنّاة، ومن الذين غنّوا المقامات: دمر علي، وسلو كورو، وأوسي وردة، وعبدلو، ورفعت داري، وعليكو، وإبراهيم بانا قصري، ورشيد علانة.

– أغاني الحصاد: وهي أغانٍ كانت تستعمل أثناء مواسم الحصاد في الصيف، حيث يقف المغني في مقدِّمة الصف، فيغني للحصاد، وهم يردِّدون خلفه، والهدف منه نسيان التعب والمشقة، والحثِّ على استمرار العمل.

– أغاني الأعراس: وهي خاصة بالأعراس، وفي غير ذلك.

– أغاني الفتية والفتيات في الأعياد الدينية: والتي ترددها الفتيات في أعياد الفطر والأضحى، في ساحة القرية صباح العيد.

– أغاني الدبكات: وهي أغنيات فولكلورية خاصة بالدبكات، فدبكة (الشيخاني) مثلاً، لها أغنيات كثيرة، أقدمها أغنية (دليم سلطاني)، أما دبكة (الكوفندي) أو (الهالايا) فلها أغنيات عديدة منها أغنية (والله كوفند رانبا) وللدبكة (الكوجرية) أغنيات منها أغنية (هاي هاي ممو) والرقصة الكرمانجية الشهيرة التي يشترك فيها الطبل والزمر (الزرناي) و(الكمنجة) و(الطنبورة) فلها أيضاً أغنيات عديدة، ومن قارعي الطبل المشهورين ونافخي الزمر: محوورزن، وكذلك عائلة رمو.

4الزي الشَّعبي الكردي:

أ– لباس المرأة

للنساء زيٌّ خاص، يتميّز بألوانه الزاهية وأشكاله الجميلة، فالمرأة الكردية مشهورة باهتمامها الشديد بمظهرها، والتألق في ملابسها وحليّها وزينتها، ويمكن تصنيف زيّ المرأة الكردية كالتالي:

– غطاء الرأس

– الـ (كراس)

– الـ (خفتان)

– الـ (بيشمالك)

– الـ (بن جك)

– غطاء الرأس: يختلف غطاء الرأس عند المرأة الكردية، وهو أمر في غاية الأهمية، باختلاف المناطق وإن اتفقت التقاليد على: المرأة الكبيرة تلفُّ رأسها بـ (الشهر) وهو غطاء حريري رقيق ملون على كوفية صوفية جميلة، وغالباً يتألف غطاء الرأس عند المرأة الكردية من هبريتين ملونتين. واحدة تغطي الرأس والأخرى تتدلى على الصدر، ومن الخلف إلى الأسفل. أما المرأة الصغيرة في العمر، فإنها تغطي رأسها إما بـ (شهر) حريري دون كوفية، وإما أن تتخذ من الكتان الأبيض المحبوك بالخرز، مصبوغاً بصبغ خفيف من الزرقة أو الأبيض الخالص.

– الـ (كراس): هو رداء واسع، يتميز بما يعرف بـ (الهوجك) وغالباً ما يكون هذا الرداء من الحرير أو القماش الخفيف الملون.

– الـ (خفتان): وهو لباس الجسد، أشبه ما يكون بالزبون العربي، ولكنه يختلف في تطريز أطرافه، وعدم إطلاقه، إذ يُلفّ حول الجسم، ويحاط بزنار يدعى (شوهي أو شوحي) وهو مصنوع باليد، بألوان زاهية مختلفة.

– الـ (بشمالك): عبارة عن قطعة من القماش الملوّن، يحكم بخيط إلى الخاصرة، ويتدلى في مقدِّمة الجسم، وهو من مستلزمات المرأة وضرورات لباسها.

– الـ (بن جك): وهو لباس داخلي خفيف، يكون غالباً من الكتان المنقط، إضافة إلى (الدلنك) وهو سروال داخلي طويل ينتهي برباط مطاطي في أعلى القدم.

أما بالنسبة للرجال: فيتخذون غطاء الرأس من اللباد الملون يحيط به (شهر) منقط، أو (الشماخ– اليشمر) الذي يلف بلفات أنيقة، ويتكون لباس الجسد من سروال أبيض فضفاض مغلق من الأسفل بزر قميص أبيض بأكمام طويلة، ويتزنَّر بحزام قماش ملون، وسترة أكمامها طويلة ومطرزة، وقد تأثر هذا الزي بالطابع المحلي العربي نتيجة الاحتكاك، فأصبح لباس الرأس يتألف من الكوفية والعقال، ومن الكلابية وهو الثوب أو الجلباب، والجاكيت، أما الصدرية (القميص) فيدعى (يلك) أو ايشلك، والسروال، وهو واسع وعريض، مع زنار ضخم من الشال أو الحرير، ويدعى لباس الرجال بـ (الشال أو الشايك) وهو الزي الكردي الأصيل، وغالباً ما يعمد الرجال إلى إطلاق شواربهم، وهو مظهر من مظاهر الرجولة والقوة، وغالباً ما يعمد الرجال إلى وضع الخناجر تحت زنانيرهم، وهي عادة موروثة، ومما يجدر ذكره أنّ الحفاظ على الأزياء أمر معهود عند الكرد، ولكن ذلك لم يمنع الرجال والنساء والفتية والفتيات من تقبّل الزي الأوروبي، كما أن العادات في المآكل والمشارب وسائر جوانب الحياة بدأت تتأثر يوماً بعد يوم بالمعاصرة والحداثة.

5– (الخطف) كحالة اجتماعية كردية:

وهناك عادة منتشرة بين الكرد، وهي عادة (الخطف)، وذلك يعود غالبا إلى عدم رضى أهل العروس بالعريس، وبعد ذلك يتم التراضي عن طريق الوجهاء والمصالحات أو القضاء، والسبب الآخر: لتخفيض التكاليف التي تنفق في حفلات الزواج حيث يتفق الشاب والفتاة ويسافران إلى مكان آخر ليعقدا الزواج، ثم يعودان إلى بلدهم، فيقوم أولاد الحلال بالتوسّط لدى أهل العريس للمصالحة، وبالرغم من أنّ هناك عادات مختلفة من منطقة إلى أخرى، إلا أنّ السمة العامة لذلك؛ حفلات الزواج مشهورة وينفق عليها كثيراً، وتستمر الأفراح عدة ليالي قبل العرس وبعده، وتبدأ المباركة في بيت العريس بالهدايا أو ما يسمى بـ (النقوط) وهو عبارة عن نقود أو أدوات منزلية إذا كانت ستقيم وحدها، وإذا كانت في بيت أهل زوجها، وهذا دليل على إعانتها في النفقة التي تكفلتها، وأزياء العروس، ولها عدة أشكال منها العربية– الكردية– الآشورية– الشركسية– الشاشان– ولكل عروس من هذه الأقوام زي خاص تتميز كلها بالجمال والأناقة، والمرأة لدينا تتحلّى بالذهب بصورة عامة إلا أن ميدان العمل، قد جردها من هذه المظاهر فأصبحت أنيقة بسيطة في أناقتها، وفتاة اليوم في المدينة تستطيع أن تختار عريسها بنفسها في أغلب الأحيان عن طريق التفاهم وتقام الحفلات المشتركة بين اهل العروس وأهل العريس. وترتدي العروس يوم الزفاف ثوباً أبيضاً جميلاً (الإكليل).

6نمط البناء الكردي:

يتخذ الكرد في الريف أبنيتهم –في الغالب– من اللِبن المصنوع من الطين والتبن، على شكل قوالب تعرَّضُ للشمس لتجفّ، ثم تُطلى الجدران بطبقة ناعمة من الطين الممزوج بالتبن، كما تفرش الأرضية بطبقة طينية، أما السقف فمتخذ من الأعمدة الخشبية قليلة السماكة، تفرش فوقها طبقة ترابية، ثم تغطى بطبقتين من الطين الممزوج بالتبن بعد أن يخمر، وتضاف إليه كمية من الملح لتمنع نمو الأعشاب، وهذا الطراز من البناء تبنته القبائل العربية إلى جانب الخيام كما اتخذت العشائر الكردية المتنقلة والتي تدعى (الكوجر) الخيام في المراعي التي كانت تستقر فيها.

( موقع الجزيرة )

الوضع القانوني والدستوري للغة الامازيغة في المغرب ( وشمال افريقيا)



PFII/2008/EGM1/9

Original: Arabic

UNITED NATIONS    /      NATIONS UNIES

DEPARTMENT OF ECONOMIC AND SOCIAL AFFAIRS

Division for Social Policy and Development

Secretariat of the Permanent Forum on Indigenous Issues


INTERNATIONAL EXPERT GROUP MEETING 
ON INDIGENOUS LANGUAGES

8-10 January 2008, New York


Amazigh Language Statute in Morocco and North Africa




Hassan Id Balkassm

Expert Member, UNPFII

Amazigh laguge statut in Morocco and North Africa

الوضع القانوني والدستوري للغة الامازيغة في المغرب( وشمال افريقيا) 

Hassan Id Balkassm


1-يستهدف هدا العرض ابراز الوضع القانوني والسياسي للغة الامازيغية في المغرب خصوصا بعد ميلاد الحركة الثقافية الامازيغية والتجاوب الايجابي من طرف الدولة مع مطالب الحركة المدكورة وعلى الخصوص المطالب الثلاثة المتعلقة بانشاء معهد للدراسات الامازيغية وادراج اللغة الامازيغية في المنظومة التربوية واستعمالها في المجال الاعلامي ، واخيرا سنبرز الصعوبات التي لاتزال تعرقل التقدم في هدا المجال ،

نبدة تاريخية:


2- تؤكد كل كتب التاريخ ان الشعوب الامازيغية هم السكان الاصليون لشمال افريقيا ، ونظرا للموقع الستراتجي لشمال افريقيا الدي يشمل عدة بلدان وهي موريطانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر فان الشعوب الامازيغية في هده البلدان قاومت كل اشكال الغزو الوارد من الشرق او من الغرب ، وقد تفاعلت الحضارة الامازيغية مع الحضارات المختلفة التي سيطرت على ضفاف البحر الابيض المتوسط من الفنيقية والرومانية والعربية والاوروبية .

3- تمكنت الشعوب الاصلية في شمال افريقيا من الاستمرار في الوجود رغم السياسات المتتالية الهادفة الى القضاء على هوياتها الثقافية واللغوية والحضارية خصوصا في فترة الاستعمار الاوربي وفي فترة التوسع الراسمالي ، وقد اصدرت دولة لحماية الفرنسية في المغرب ابتداء من 1912 قوانين انتزعت بمقتضاها الكثير من الاراضي والموارد والاقاليم والغابات التي كانت ملكا جماعية للقبائل واتحادات القبائل الامازيغية .

4- وفي فترة بناء الدول الوطنية في الستينات بعد الاستقلال فان الدولة – الامة في المغرب تبنت كل القوانين التي وضعتها دولة الحماية الفرنسية واعتبرت نفسها وريثة لها في تملك الاراضي والموارد والاقاليم والغابات التي كانت تخضع الى حدود دخول الحماية للقوانين العرفية الامازيغية في المغرب وتدخل اغلبها في ملكية القبائل واتحادات القبائل الامازيغية ،وكانت الملكية الجماعية منظمة بقوانين عرفية قديمة جدا منها ما هو مكتوب ومنها ما هو شفوي بجانب انظمة قضاائية عرفية لحل النزاعات باصدار قرارات من هيئات منتخبة في اطار التداول الدولي بمشاركة ممثلي كل العائلات والمجموعات داخل الاطار الجغرافي للجماعت الاصلية او لاتحاد القبائل الامازيغية.

5- وبجانب دلك فان الدول- الوطنية في شمال افريقيا ارست سياسات استيعابية تميزت بهيمنة الايديولوجية العربية الاسلامية باعتبارها في نظر زعماء الوطنية المغربية اللحمة الضرورية لبناء الدولة القومية العربية او الدولة العربية الاسلامية . ورغم ان اكثر من ثلثي المغاربة امازيغ فان اول دستور في المغرب سنة 1962 جعل اللغة العربية لغة رسمية ولم يشر من بعيد ولا من قريب للهوية الثقافية الامازيغية ولا للغة الامازيغية ،

6- وبدل تطوير اللغة الامازيغية وهي اللغة الوحيدة التي تعتبر ثقافيا من انتاج المغاربة خلال تاريخها الطويل فقد تم حدفها من الدراسات في الثانوية والجامعة وتم منع الاعراف الامازيغية وهو ما ادى خصوصا الى انتفاضات في منطقتي الاطلس والريف. واصبحت اللغة الامازيغية شبه ممنوعة طيلة اكثر من اربعين سنة بعد الاستقلال ، وقد منعت الاسماء الامازيغية واعتقل الناس لمجرد استعمالهم الحروف الامازيغية في الكتابة ، واعتقل استاد جامعي سنة 1982 لمجرد كتابى مقال حول الثقافة الامازيغية كما اعتقل محام لكونه كتب لافتة مكتبه بالامازيغية في نفس السنة كما اعتقل سبعة اساتدة ينتمون لجمعية امازيغية لمجرد كونهم حملو لافتات مكتوبة بالامازيغية في مسيرة فاتح ماي العمالية لسنة 1994 . وفي الجزائر حصل تطور مشابه وادى دالك الى عدة انتفاضات للامازيغيين هناك كان اكبرها انتفاضة الربيع الامازيغي سنة 1980 وانتفاضة منطقة القبائل الامازيغية في اواخر القرن الماضي .اما في بقية بلدان شمال افريقيا مصر وتونس وليبيا وموريطانيا فان الانظمة لم تتخد اية مبادرة لحماية الهوية الثقافية والحضاريه للشعوب الامازيغية بها وهي تواصل اسياسة الاستيعابية كما بداتها مند بداية الاستقلال غير عابئة بالضاع الدي يلحق هدا الثرا ث الامازيغي الانساني. 



تاكيد الهوية الثقافية الامازيغية لمقاومة السياسة الاستيعابية:



7- اختلفت مواقف الامازيغ تجاه هده السياسة الاستيعابية والقمعية فمنهم من اختار الاندماج وانكار هويته الثقافية للاستفادة من مزايا الاندماج. وهناك من قاوم هده السياسة ، ومن المقاومة تولدت ارادة الشعب الامازيغي المتمثلة في ارادات افراد قاوموا وابدعوا كتابة وموسيقى وشعرا وقصصا بالامازيغية ومسرحا ورقصات واناشيد نضالية تاكيدا لهويتهم الثقافية. فانبثقت العديد من الجمعيات ابتداء من اواخر الستينات، وولدت الحركة الامازيغية التي تمكنت من تنسيق جهودها للمطابة بالاعتراف باللغة الامازيغية في الدستور وبالقانون كما طالبت بانشاء معهد للدراسات الامازيغية. كما ان هده الحركة من خلال بعض الجمعيات الامازيغية قامت بالعمل بالضغط على الدولة في الداخل و من الخارج ،ودلك عندما قررت المشاركة ف المؤتمر العالمي لحقوق الانسان في فيانا سنة 1993 حيث شاركت في مسيرة الالف ثقافة، وتاسيس الكونكريس الامازيغي العالمي والتحاقها بالحركة العالمية للشعوب الاصلية ابتداء من هدا التاريخ .وقد حمل الوفد الامازيغي اللى فيانا مدكرة وزعت على المشاركين تتمحور حينئد على الحقوق اللغوية والثقافية للشعوب الامازيغية كسكن اصليين بشمال افريقيا ، كما عرضت ميثاق اكدير هنا للتوقيع التضامني.

8- كان اول رد فعل ايجابي بعد سلسلة من ممارسات القمع هو خطاب الملك الحسن الثاني سنة 1994 أي بعد سنة من حضور الجمعيات الامازيغية في اول مؤتمر عالمي حول حقوق الانسان بهدف كسب الدعم لمطالبها ، وقد اشار الى ضرورة ادخال " اللهجات " في الابتدائي كما فتح المجال لنشرة اخبارية لبضع دقائق في القناة الوطنية للتلفزيون ، لكن ما حدث في الواقع هو تعميق لممارسات القمع ضد الحق في التجمع والتنظيم ومنع الاسماء الامازيغية واشكال اخرى من القمع والتمييز .وقد اصدر وزير الداخلية انداك لائحة حدد فيها الاسماء العربية الاسلامية دون الاسماء الامازيغية كاسماء لاطلاقها الزاما على الاطفال الامازيغيين وهو ما ادى الى حالات اختار فيها الاباء اسماء امازيغية رفضت الادارة تسجيلها وكدالك القضاء الغير المستقل فبقي الاطفال لسنوات طويلة محرومين من التسجل في الحالة المدنية باسمهم الامازيغي.



العمل الثقافي والعل السياسي وتراجع الساسة الاستيعابية:



9- طرح في لقاءات متعددة للجمعيات الثقافية الامازيغية الحديث حول العمل السياسي والانتقال الى مرحلة جديدة من اجل المطالبة بحماية الهوية الثقافية واللغوية والحضارة الامازيغية وحقوق الانسان الامازيغي ، وهو ما ادى الى خلق تنظيم جديد دي طابع سياسي تحت اسم البيان الامازيغي انضم اليه العدد من المناضلين ورجال الفكر والثقافة وعقد تجمعات واجتماعات كثيرة في مختلف انحاء الوطن ، الا ان السلطات قررت منع واحدا من اكبر هده التجمعات سنة 2001 مما ترك اثرا سيئا داخل الاوساط الامازيغية ، وهدا ما ادى الى تطورات جديدة تمثلت في اقتناع الدولة بضرورة التراجع على سياسة القمع وسياسة الاستيعاب القسري التي انتهجتها الى دالك الحين وقد انتهت هده التطورات الى في الاعتراف السياسي والقانوني بالامازيغية ( هوية وثقافة ولغة ) .وفي الجزائر حصلت تطورات مماثلة حيث دخلت الحركة الامازيغية في اتفاضات سلمية قوية استمرت مدة طويلة وسقط فيها الكثير من شهداء الحكة الامازيغية .وقد ادى دالك الىتراجع الدولة كدالك عن الساسة الاستيعابية فتم الاعتراف دستوريا بالجزائر بالبعدالامازيغي للهوية المغربية وباللغة الامازيغية لغة وطنية.



الوضع القانوني والدستوري للغةالامازيغية :



10-خوفا من انتقال النضال الامازيغي في المغرب من المجال الثقافي الى العمل السياسي فان الدولة قررت التعامل مع مطالب الحركة الثقافية الامازيغية ، وهكدا فان الملك الشاب محمد السادس الدي خلف والده بعد وفاته أعلن في خطاب رسمي في شهر يوليوز 2001 وبعد حوالي شهرين من منع التجمع الامازيغي عن الاعتراف بالبعد الامازيغي للهوية المغربية واعتبر ان اللغة الامازيغية هي ملك لكل المغاربة.وفي خطابه الثني حول الموضوع يوم 17 اكتوبر 2001 اعلن عن تاسيس المعهد الملكي للثقافة الامازيغية من اجل النهوض بالثقافة الامازيغية معتبرا ان النهوض بالثقافة الامازيغية مسؤوليةلكل المغاربة .وقد حصل تطور مشابه في الجزائر قبل دالك وبعده حيث تم احداث مؤسسة جديدة تحت اسم المفوضية السامية للامازيغية وتم الاعتراف باللغة والثقافة الامازيغيتين في الدستور كلغة وطنية، كما تقرر تعليم اللغة الامازيغية وادماجها في المنظومة التربوية والاعلام.



دور المعهد الملكي للثقافة الامازيغية بالمغرب:



11-كما سبق الحديث عنه فان الدستور المغربي الحالي لايعترف بالهوية الامازيغة لمغرب ولا يحدد وضعا قانونيا للغة الامازيغية ، بل ان هدا الدستور الدي تم ادخال تعديلات علية في فترة نهوض الحركة الامازيغية اضاف وصفا جديدا للمغرب معاكسا مطالب الحركة الامازيغة ودالك باضافة عبارة جديدة ديباجة الدستور وهي "وهو(المغرب) جزء من المغرب العربي الد يلم يكن في دستور 62 وما بعده.هدا ما جعل الملك الحالي للمغرب يستدرك ويقرر وفي تجمع كبير بالاطلس بموقع المقاومة الامازيغية اجدير الاعلان "عم الاقرار الجماعي " كما سماه في خطابه بالثقفة الامازيغية والعمل على النهوض بها واعطائها المكانة الللائقة به. وهكدا فان الملك محمد السادس اصدر ظهيرا خاصا يحمل رقم 299/01/1 . تم بموجبه انشاء معهد للثقافة الامازيغية تحت اسم " المعهد الملكي للثقافة الامازيغية " وحدد مهمته في المادة الثانية من الظهير " باقتراح التدابير التي من شانها الحفاظ على الثقافة الامازيغية والنهوض بها في جميع تعابيرها " واضاف : " كما يشارك المعهد بتعاون مع السلطاتالحكومية والمؤسسات المعنية في تنفيد السياسات التي يعتمدها جلالةالملك ويساعد على ادراج الامازيغية في المنظومة التربوية وضمان اشعاعها في الفضاء الاجتماعي والثقافي والاعلامي الوطني والجهوي والمحلي."



طبيعة المعهد :



12- المعهد المدكور هو مؤسسة لها طبيعة مزدوجة . فهو من جهة مؤسسة اكاديمية تتجمع به نخبة من الباحثين الامازيغيين المتخصصين في الثقافة الامازيغية بتفرعاتها المختلفة .وهو من جهة اخرى مؤسسة سياسية دات طبيعة استشارية .ويتمتع المعهد بالاستقلال المالي والاداري. و يقدم توصياته للملك مباشرة. ونظرا لطبيعة النظام الدستوري في المغرب والدي يجعل من المؤسسة الملكية اقوى مؤسسة دستورية ومرجع كل المسسات الاخرى فان هده المؤسسة التي تقدم توصياتها للملك تؤثر مباشرة على الدولة والمجتمع. دالك ان اعتماد الملك لتوصياتها يحولها الى قرارات وتعليمات لكل المؤسسات الاخرى التي تخضع لتعليمات المؤسسة الملكية .



اختصاصات المعهد :



13- بجانب ما جاء في المادة الاولى من ان من بين مهامه ابداْء الراي للملك في التدابير التى من شانها الحفاظ على الثقافة الامازيغية والنهوض بها ومشاركته بتعاون للسلطات الحكومية والمؤسسات المعنية في تنفيد السياسات التي يعتمدها الملك فان المادة الثانية تحدد الاعمال والانشطة التي سيضطلع المعهد بانجازها ومن بينها :

ا- تجمع وتدوين مختلف تعابير الثقافة الامازيغية والحفاظ عليها وحمايتها وضمان انتشارها.
ب- القيام ببحوث ودراسات في الثقافة الامازيغية وجعلها في متناول اكبر عدد من الاشخاص وتشجيع الباحثين والخبراء في المجالات المرتبطة بها .
ج- النهوض بالابداع الفني في الثقافة الامازيغية .
د- دراسة التعابير الخطية الكفيلة بتسهيل تعليم الامازيغية عن طريق:
- انتاج الادوات اللازمة لتحقيق هده الغاية واعداد معاجم عامة وقواميس متخصصة .
- اعداد خطط عمل بيداغوجية في التعليم العام وفي جزء البرامج المتعلق بالشان المحلي والحياة الجهوية.
5- الاسهام في اعداد برامج للتكوين الاساسي والمستمر لفائدة الاطر التربوية المكلفة بتدريس الامازيغية والموظفين .
6- مساعدة الجامعات ان اقتضى الحال على تنظيم المراكز التي تعنى بالبحث والتطوير وتشجيع مكانة الامازيغية في مجالي التواصل والاعلام ،
7- اقامة علاقات التعاون مع الهيئات والمؤسسات الوطنية والاجنبة المهتمة بالشان الثقافي والعلمي والساعية الى تحقيق اهداف مماثلة ،

تأليف المعهد وميزانيته :

14- طبقا للمادتين الرابعة والخامسة فان هياكل المعهد هي مجلس الادارة – والعميد ويتاليف مجلس الادارة من اربعين عضوا على الاكثر وكلهم خبراء في قضايا التنوع الثقافي و منهم:

- خمسة اعضاء يمثلون وزارة الداخلية وووزاةالتعليم العالي والتربية الوطنية ووزارة الشؤون الثقافية وووزارة الاتصال.
- رئيس جامعة يمثل الجامعات.
- مدير اكاديمية يمثل الاكاديميات .ويتكون باقي الاعضاء من شخصيات معروفة بكفاءتها الفكرية ووعيها بالطابع التعددي لثقافتنا الوطنية وهم مختارون بصفة خاصة من الاوساط الامازيغية النشيطة و المرتبطة بالثقافة والفكر ومن مختلف التخصصات. ويعمل بالمعهد حوالي مائة باحث جامعي بجانب الاداريين كما ان ميزانيته السنوية حددت في سبعة ملايير سنتيم 000.000 7000 سنتيم او سبعمائة مليون درهم وهي حوالي سبعماائة الف اور500.000 اورو وبالتقريب ثمانمائة الف دولار سنويا. 

اساليب العمل:

15- يجتمع المجلس الاداري مرتين في السنة على الاقل كما يجتمع في دورات استثنائية عند الضرورة . وهو يقدم تقريرا مرفقا بتوصيات الى الملك على اثر كل اجتماع عادي او استثنائي. كما ان المعهد ينظم ندوات ومحاضرات ويعقد تكوينات وشراكات مختلفة ، ومن اجل انجاز عمله فانه استخدم حوالي مائة باحث جامعي بالاضافة الى الطاقم الاداري ، ويتح المجال للتعاقد مع الباحثين الجامعيين من جميع التخصصات التي تصب في خدمة وتطوير الثقافة الامازيغية.

16- ولكون المعهد مستقل ماليا واداريا فانه احدث نظاما اساسيا ونظاما داخليا لضبط تسير العمل داخله بالنسبة للاطر العاملة والباحثين و الاداريين ، وبكون مجلس الادارة لجنة دائمة محددة بالظهير واخرى مؤقتة ومن اجل انجاز اعمال محددة ويقوم المعهد بطبع ونشر اعماله على شكل كتب وابحاث ودراسات .

عقد الشراكات والاتفاقيات :

17- بناء على الفقرة الثانية من المادة الثانية من الظهير المؤسس ، فان المعهد له الحق في عقد شراكات واتفاقات مع بقية المؤسسات الوطنية وخصوصا منها الوزارات المعنية ، وهدا واحد من اساليب العمل التي يستطيع بها المعهد ان ينجز الجانب الاكبر من هدفه.

تعليم اللغة الامازيغة لجميع الاطفال المغاربة: 

18- فمن اجل ادراج اللغة الامازيغية في المنظومة التعليمية عقد اتفاقية شراكة مع وزارة التربية والتعليم من اجل تعليم اللغة الامازيغية في المدرسة. وبمقتضى هده الشراكة فان اللغة الامازيغية تم العمل في تعليمها لاول مرة في المدارس المغربية في السنة الدراسية 2003-2004 والدي انطلق بعمل تكويني للمعلمين الناطقين بالامازيغية بعدما انجز المعهد الكتاب المدرسي للسنة الاولى للتعليم بالامازيغية .وطبقا لهده الشراكة فان الطرفين وضعا برنامجا يستهدف تعميم تعليم اللغة الامازيغية في جميع المدارس المغربية في افق سنة 2011 حيث تضاف في كل سنة نسبة جديدة تبعا لتكوين المعلمين والاساتدة. ويمتد المشروع فيما بع الابتدائ اللى الثانوي ثم الجامعة.

19- ومن اجل ادراج اللغة الامازيغية في الاعلام السمعي البصري فقد عقد اتفاقية شراكة مع وزارة الاتصال سنة 2004 وتم بموجب هدا الاتفاق اضافة اربع ساعات في الاداعة الوطنية للغة الامازيغية كما فتحت التلفزة العمومية لاول مرة لبرامج ناطقة باللغة الامازيغية بالقناة الاولى. كما فتحت كدلك القناة الثانية لنشرة الاخبار بالامازيغية وبرامج ناطقة بالامازيغية وبرامج تتعلق بالثقافة الامازيغية ،للاول مرة في تاريخ المغرب المستقل وبعد خمس واربعين سنة من الاستقلال عن دولة الحماية الفرنسية بدا الامازيغيون يستمعون الى هده الشاشة السحرية تتعلم النطق بلغتهم وتقدم من حين الى اخر برامج عن الثقافة الامازيغة وفي بعض الاحيان برامج ناطقة باللغة الامازيغية.

20- وفي نفس الاطار تم عقد شراكات مع جامعات مغربية من اجل فتح مسالك اوشعب للدراسات الامازيغية بهد تكوين الاطر الضرورية بطريقة علمية ،كما تم عقد شراكات جامعات ومعاهد دولية تعمل من اجل اهداف مماثلة خصوصا لضمان التعاون والتكوين المستمر والخبرة للاطر والباحثين العاملين في المعهد .ولتشجيع الشباب من المشاركة في المجهودات الرامية الى تطوير اللغة والثقافة الامازيغيتين وكدالك الجمعيات الثقافية الامازيغية فان المعهد انشا نظاما شاملا لجوائز الفر والابدع والثقافة وتعليم اللغة الامازيغية كما خصص ميزانية هامة جدا لاول مرة لدعم الجمعيات الثقا فية الامازيغة العاملة من اجل تنمية وتطوير اللغة والثقافة الامازيغيتين في كل ابعاده.

21-ويعمل المعهد من اجل انجاز مهامة على تنظيم الباحثين والاطر العاملين به على شكل ستة مراكزهي :

- مركز التهيئة اللغوية

- مركز البحث الديداكتيكي والبرامج البيداغوجيةديداكتيك التربية
- مركز الدراسات الفنية والتعابير الادبية والانتاج السمعي البصري.
- مركز الترجمة والتوثيق والنشر والتواصل
- مركز الدراست الانتروبولوجية والسوسيولوجية.
-مركز الدراسات التاريخية والبيئية.

الانجازات :

22- هناك انجازات متعددة في المجالين الرمزي والواقعي ونكتفي بدكر الانجازات الملموسة

ا- تم الاعتماد الرسمي للحروف الامازيغية العريقة لتعليم اللغة الامازيغية في المدارس المغربية والتي كانت ممنوعة سابقا وتم اعتقال مناضلين بسبب استعمالها.
ب-تم انجاز الكتاب المدرسي لكل مسويات التعليم الابتدئي بالحروف الامازيغية .
ج-تم بانجاز الحوامل البداغوجية للاطفال .
د-تم ادراج اللغة الامازيغة في عدد من مستويات التعليم الابتدائي وفي مناطق مختلفة من انحاء المغرب في عدد من المدن والقرى.
ه-تم الانطلاق في ادخال اللغة الامازيغية وبرامجها في مجال الاعلام 
و-تم تكوين مئات المفتشين العاملين في مراقبة تعليم اللغة الامازيغية
ز-تم تكوين الاف الاساتدة والمعلمين في مختلف جهات المغرب الستة عشر.
ح-تم عقد شراكات مع مئات الجمعيات الثقافية والتنوية الامازيغية في اطر برنامج لدعم القدرات وانجاز مشاريع صغرى .
ط-تنظيم وتاسييس الجائزة الوطنية للثقافة الامازيغية تسلم في كل مجال لافضل الابداعات في مجالات الفكروالبحث والاداع الادبي والترجمة والتعليم والاعلام الفنون والمخطوطات.وهناك الى جانبها الجائزة التقديرية الكبرى.

التحديات والصعوبات :

23-هناك تحديات وصعوبات كثيرة منها:

ا-ضعف الموارد البشرية والمالية في مجال تعليم الامازيغية
ب-عدم التوزيع الجدي للكتاب المدرسي من طرف وزارة التعليم 
ج-ضعف تكوين اطر التعليم وضعف ميزانية التكوين
د-تخصيص الوقت الميت لكل البرامج الامازيغية في التلفزيون .
ه-استمرار السياسة الاستيعابية داخل الكثير من مؤسسات الدولة.
و-استمرار حرمان مئات الاف من الاطفال من الحق في التمدرس.
ز-عدم الاخد بعين الاعتبار للبعد الامازيغي في البرامج المختلفة لتحقيق اهداف الالفية 
ح- استمرار مشكل منع اطلاق الاسماء الامازيغة بعد الاقرار الملكي الجماعي بالثقافة الامازيغية.
ط-ظهور مشكل من نوع جديد يرتبط بالهوية الثقافية والارض مثل متابعة مناضل امازيغي في اكلميم جنوب المغرب لتعبيره في ندوة عامة عن موقف حول االقوانين العرفية والاراضي الجماعية والهوية.
ي-ظهور تعسفات تتعلق بحق المشاركة في الحياة السياسية في اطار الكرامة واحترام الهوية الثقافية( تقديم وزير الداخلية للحزب الديموقراطي الامازيغي بدعوى انه مؤسس على اساس لغوي اوعرقي بعد ان اتهم السلطة بمحاولة اغتياله).



التوصيات الموجهة للملك:

24-هده بعض التوصيات المنجزة من طرف المجلس الاداري من اجل مواجهة المشاكل التي يعاني منها المسلسل الوطني لادماج اللغة الامازيغية في مجالي التعليم والاعلام:
أ-توصية باقرار اللغة الامازيغية لغة رسمية في الدستور المغربي باعتبار ان استمرار تقدم تطور المسلسل الوطني للنهوض بالامازيغة يستلزم حمايتها كلغة رسمية.

ب- توصية خاصة بانشاء القناة التلفزية الامازيغة باعتبارها حلا للمشاكل التي تعاني منها الثقافة الامازيغة عامة واللغة الامازيغية خاصة في مجا الاعلام والاتصال.

ج-توصية تتعلق بتخصيص الموارد البشرية المتخصصة وكدالك الموارد المالية.


خلاصات من التجربة الامازيغية:


25- ان التجربة الامازيغية في مجال تطوير اللغة الاصلية للمغرب وشمال افريقيا ابرزت مايلي:

أ-ان نضال أي شعب من الشعوب الاصلية من اجل الحفاظ على لغته وثقافته وحقوقه في الاراضي والموارد وحقه في المشاركة في الحياتين الثقافية والسياسية يؤدي الى تحقيق النصر على سياسة الاستيعاب وعلى الظلم والتعسف لكن الطريق صعب وطويل يحتاج الى التنظيم والاتحاد من اجل التاثير الفعال عن طريق ممارسة العملين الثقافي والسياسي المشاركة بفعالية في مختلف اوجه الحياة العامة.
ب-يعتبر تضامن الشعوب الاصلية فيما بينها قوة دافعة على المستويين الداخلي والخارجي لانه يرفع من درجة الاعتزاز والفخر لدى الافراد والشعوب بالهوية الثقافية والحضارية وهو ما يجعل النضال من اجلالمشاركة في كل انشطة المجتمع بكرامة في اطار االهوية الثقافية والحضارية.
ج-عدم الاعتراف باللغة الامازيغية لغة في الدستور المغربي رغم ان الاعتراف صدر من طرف اقوى موسسة دستورية في المغرب وهي المؤسسة الملكية سهل على المتمرسين فس السياسة الاستيعابة للدولة عرقلة تطوير اللغة وادماجها في التعليم والاعلام والمؤسسات بدعوى مترددة دائما بعبارة انها ليست لغة رسمية في الدستور.
د- ضعف التنظيم الثقافية والاجتماعية وعدم تاسيس تنظيمات سياسية ادى الى وجود فراغ في اغلب مؤسسات الدولة من ممثلين سياسيين يشاركون في الحياة السياسية في اطار الكرامة واحترام الهوية الثقافية الاصلية.
ه- التزام الشباب بالكتابة بالغة الاصلية والابداع بها يدعم شعورالتحرر الفردي والجماعي في كل اوساط المجتمع.


انجز هدا العرض حسن ادبلقاسم 

عضو منتدى الامم المتحدة لقضايا الشعوب الاصلية

رقصات الشعوب الأصلية : الدبكة الكردية






تقدم الدبكة في إقليم كردستان العراق متعة بصرية وفنية رائقة بإيقاعاتها المختلفة وتصميم رقصاتها والنغمات المرافقة لها، لتكون أكثر العروض جذبا للجماهير ضمن الفنون التراثية الشعبية في الإقليم، وهي تحضر بمختلف المناسبات والفعاليات لتبرز ذلك التوهج في الذاكرة الجمعية والحنين إلى الماضي.

ولكل منطقة أو قبيلة في الإقليم رقصاتها الخاصة رغم تشابه بعض الحركات التي تتميز بسرعة الإيقاع والأداء الجماعي، إلا أن لكل رقصة أسلوبها الخاص واسمها المختلف، وتتطلب أدوات موسيقية شعبية تجعلها أكثر إثارة.

في قاعة ميديا بمدينة أربيل تدرب "أرزو هونر" رئيسة فرقة "روزهلات" للفنون الشعبية فرقتها المتكونة من عشرة راقصين من كلا الجنسين وتـحدث عن كيفية اختيار نوعية الدبكة في المناسبات الرسمية.

وتشير هونر إلى أن الدبكة غالبا ما تعكس ولع الإنسان بالتراث وحنينه إلى الماضي من خلال تصميم اللوحات الراقصة، والدبكة الكردية -كما تقول- تتميز بأنواع مختلفة تمثل ثقافة جميع مناطق كردستان العراق، وتختلف في بعض تفاصيلها وعدد خطواتها جيئة وذهابا حسب المنطقة أو القرية.



       إحدى الدبكات في إقليم كردستان العراق والتي تختص بها فئة الشباب 

وتؤكد الدراسات التاريخية أن الدبكة الكردية في أصولها تتكون من ثلاثة أنواع رئيسية وهي "الكرمانجية" و"السورانية" و"الفيلية" منها تتوزع إلى دبكات فرعية ولكن باختلافات بسيطة في طريقة تشابك الأيدي أو الحركات الفردية أو سرعة الإيقاع.

وتتفق هونر مع هذه الدراسة، وتشير إلى أن فرقتها تتبع في أغلب الأحيان الدبكة "السورانية" التي تكون على أنغام إيقاع رشبلك الكردية باختلاف الكرمانجية التي تكون على إيقاع "هيوه".

ويؤكد سربست عبد الله -وهو قائد فرقة جنار للفنون الشعبية والفلكلورية وطالب في أكاديمية الفنون الجميلة بجامعة صلاح الدين قسم التصميم- أن لكل دبكة تصميما خاصا وطريقة مختلفة في الأداء ونوع الموسيقى التي ترافقها.

وتابع -في حديث للجزيرة نت- أنه في دبكة "رشبلك" على سبيل المثال يتشارك الرجال والنساء معا في بعض الأحيان، وتستخدم في الحفلات الصاخبة عند ذروتها، يخرج أحد المشاركين من حلبة الرقص ويرقص منفردا.

آلة الزورنة من أبرز الآلات الموسيقية المصاحبة للدبكة 


حضور التراث

أما دبكة "فقيانا" هذا النوع من الدبكة خاص "بطلبة الحجرة"، غالبا ما كان يشكل هؤلاء الطلبة حلبة رقص من هذا النوع بعد انتهاء الامتحانات الفصلية.

يلتقي الطلبة ويشكلون صفا في أول الأمر، ليبدؤوا برفع الأيادي، ثم رفع الرجل اليسرى، ويتجهون شمالا ويمينا وبسرعة فائقة، وهذه الدبكة خاصة بالرجال فقط.

ويضيف عبد الله أن هناك أنواعا صعبة من الدبكات تقتصر على بعض المناطق حيث يتعلمها الأبناء منذ الصغر منها دبكة "بابلكان"، وهذا النوع من الدبكة غالبا ما يكون في مناطق شيروان مازن وميركة سور أقصى شمال محافظة أربيل.

وتعد من أصعب أنواع الدبكات الكردية، إذ يقدم المشاركون فيها خطوة إلى الأمام من خلال الرجل اليسرى من دون العودة، يكرر ذلك ثلاث مرات وبسرعة فائقة، ثم يتجهون خطوة نحو اليمين ويهزون الأيدي. في بداية الدبكة يتم البدء بالأكتاف، ثم التقدم خطوة إلى الأمام مع العودة إلى اليسار، ثم خطوة إلى الأمام والعودة بواسطة الرجل اليمنى. بعد ذلك يتم ضرب الأرض مرتين بالرجل اليسرى.
ويقول أحد أعضاء فرقة روزهلات للفنون الشعبية محمد هوشيار  إنهم يتدربون على دبكات حديثة يسمونها الشبابية منها "دبكة كولشيني"، وهذا النوع من الدبكات الشبابية -كما يقول-يشارك فيها الرجال والنساء معا، حيث تتشابك الأيدي بواسطة السبابة، ويقدم الجميع الرجل اليسرى خطوة إلى الأمام والعودة إلى الوضع الطبيعي ثم يتكرر ذلك، مع استمرارية الدوران في حلقة نصف دائرية.
ويؤكد محمد أن النساء لهن دبكة خاصة وهادئة بعض الشيء، والظاهر فيها حركة الأكتاف وتسمى "ملاني".
وباختلاف تفاصيلها وإيقاعاتها تعتبر الدبكة الكردية جزءا من الموروث الشعبي للكرد أينما كانوا، وقد تحولت مع الزمن إلى تراث ثقافي يرسم ملامح ثقافتهم.